Skip to Content

How does a child with autism see the world around them?

الخطوة الأولى! .. لفهم أطفال التوحد
September 17, 2025 by
How does a child with autism see the world around them?
Moanis Company

عندما تُصدر منظمة الصحة العالمية إحصائية تؤكد إصابة طفل من كل 100 طفل حول العالم باضطراب طيف التوحد، فإن ذلك يستوجب على المجتمع الالتفات إلى هذه الفئة الكبيرة من الأطفال وتسليط الضوء عليهم بشكل أكبر. إن هذا الانتشار الواسع وهذه الفئة المتزايدة تجعلنا نقف وقفة جادة لنكون سندًا لهم وعونًا.

ومن أهم أساليب المساعدة لأطفال التوحد هو فهمهم: فهم عالمهم الداخلي، وفهم كيف يرون هم العالم الخارجي. تُعرِّف وزارة الصحة السعودية طيف التوحد على أنه مجموعة واسعة من الأعراض والسلوكيات التي قد يُعاني منها الشخص بحيث تؤثر على كيفية تفاعله مع الآخرين والتواصل الاجتماعي والسلوك، مع وجود نقاط قوة وصعوبات مختلفة. وغالبًا لا يظهر على المظهر الخارجي ما يميزهم عن غيرهم.

وبالتالي، فإن طفل التوحد لديه سلوكيات تختلف عن بقية الأطفال؛ فهو يرى العالم الخارجي بنظرة مختلفة، ويتعامل معه بناءً على هذه النظرة.

وقد أكدت دراسة سعودية أُجريت لفهم رؤية أطفال التوحد وتفاعلهم مع المؤثرات الخارجية، أن 95% من الأطفال المصابين بالتوحد ظهرت لديهم مشكلة حسية واحدة على الأقل. وعندما نتحدث عن المشاكل الحسية فإننا نعني ضعف التفاعل مع المؤثرات والمحفزات الخارجية، أو الحساسية المفرطة تجاهها، أو البحث الحسي أي الرغبة المتكررة في التعرض لمواقف حسية معينة. وتشير نتائج الدراسة بالأرقام إلى أن 8 من كل 10 أطفال سعوديين مصابين بالتوحد لديهم صعوبة في ملاحظة المحفزات، و6 من كل 10 أطفال مصابين بالتوحد لديهم حساسية مفرطة أو بحث حسي مبالغ فيه، أي أنهم أقل استقرارًا من الأطفال الطبيعيين بنسبة تقارب 20%.

ومن زاوية أخرى، عندما نتحدث عن الفهم الفكري والإدراكي واستقبال المعلومات واستيعابها، فقد أثبتت دراسة عربية أُقيمت في فلسطين أن متوسط درجات الأطفال المصابين بالتوحد كان أقل بحوالي 30–40% مقارنة بالأطفال الطبيعيين. وكانت الفجوة أوضح في اللغة الاستقبالية (الفهم) أكثر منها في اللغة التعبيرية (التحدث).

إن هذه الدراسات وهذه الأرقام والإحصائيات تجعلنا أكثر وعيًا وإدراكًا لسبب اختلاف ردود أفعال أطفال التوحد عن بقية الأطفال. فهم يفهمون العالم بشكل مختلف؛ إذ إن ارتفاع نسبة ضعف الإدراك الحسي وضعف ملاحظة المحفزات يجعلهم أقل قدرة على التعامل مع المؤثرات، بينما تؤدي زيادة الحساسية والبحث الحسي المبالغ فيه إلى استجابات مفرطة وغير متزنة، لأن المحفزات تصلهم بدرجات أعلى بكثير مما تصل إلى الطفل الطبيعي.

كما أن ضعف إدراكهم للغة الاستقبالية (الفهم) ينعكس سلبًا على اللغة التعبيرية (التحدث). كل هذه المعايير غير المتوازنة، وكل هذه المشاعر المتأججة، تجعلهم أشخاصًا مختلفين في ردود أفعالهم وتفاعلهم وبالتالي في فهمهم للعالم.

ومن الواجب علينا في هذا المجتمع أن نفهم هذا الاختلاف في معاييرهم، وأن نحترمه، ونساعدهم على الاندماج في المجتمع ليكونوا جزءًا فاعلًا فيه، وأن نستثمر طاقاتهم وقدراتهم و"اختلافهم" لبناء هذا الوطن.